الاثنين، أكتوبر 10، 2011

يوميات امرأة من الارياف ((4))



شئ وحيد لم انساه يوما قط صار يلازمنى كظلى
لا اعلم كم كان عمرى يومها
كل ما حفر فى ذاكرتى انى كنت ابكى ودموعى تنهمر بغزاره
ويدى الضعيفه تحاول التشبت بملابس ابى
والمطر ينهمر بغزارة ليختلط بادمعى
وربما كان هذا هو سر عشقى للمطر وافتقادى لقطراته كلما غاب عن سمائى
كان ابى وامى كل ما يشغل تفكيرهم تحميل بعض الاغراض المستعمله على عربه استعداد
للسفر الى العاصمه لذا لم يلتفتوا الى دموعى ولم يستجيبوا الى توسلاتى ولم يبالوا مطلقا باحاسيسى
فقط كان ابى من وقت لاخر يطمنى بكلمه سنعود قريبا لناخذك معنا
وكنت انظر لامى من خلف دموعى فاراها واسمعها تتحدث لابى
هل نسينا شئ
ها هو السرير والدولاب والملابس والكنبه والحصيرة
وبعض الذاد اعتقد اننا لم ننسى شئ
ويرد الاب بثقه اجل لم ننسى شئ
وتنطلق السياره والطفله مازالت فى مكانها تترقب غيابهما عن عينيها
وتوقفت ادمعها وصمتت فما عاد يفيد البكاء ولن تجدى التوسلات
وعاشت لا تعرف حضن غير حضن الجده
وخال قرر ان يتبناها مقابل ان تساعده فى زراعه ارضه
وخال اخر قرر ان يمنحها الحق كاغلب اطفال الريف
ولانه متعلم وفى السنه الرابعه لكليه الهندسه
منحها شرف الابوة والمعلم والمرشد
وترجاها بلا تخزله يوما ما
ارسل الى والدها يطلب منه الحضور وقال له من حقها ان تكون متعلمه
فهى ذكيه جدا وتفرأ وتكتب ببراعه حتى قبل التحاقها بالمدرسه
ورفض الاب باصرار معللا ذلك بانه لا يملك المال الكافى لتعليمها
هى الكبيره اذا يجب ان تتعلم الخياطه لكى تساعد فى مصاريف اخواتها الثلاثه
ولانها الكبيره يجب ان تضحى
ورفض الخال واعلن قراره للاب ستتعلم بمساعدتى وستعمل فى الزراعه مقابل اكلها وتعليمها
وهنا فقط شعر الاب بالراحه ووافق فورا
وانشغل برعايه ابنائه الاخرين والسهر على راحتهم وتعليمهم
وهاهى تصمد وكلما بكت لشعورها بالوحده كانت تردد البكاء لن يفيد
كانت تحاول الاجتهاد بكل الطرق وان مرضت جدا
دعت الله ان يشفيها وان يرعاها فهو ارحم ممن البشر
واستمرت الايام
يوم تساعد الجده ويوم تذهب مع الخال للغيط ويوم تساعد خاله فى كتابه محضراته
ويوم تلعب مع اطفال الشارع
وكانت لعبتها المفضله هى صناعة عرائس من الطين
وصناعه بيت للعروسين
ويوم ذهابها الى المدرسه للمرة الاولى لم تستطع النوم لحظه كانها ذاهبه الى جنة الفردوس حضنت المريله والشنطه المصنوعه من القماش وحذائها وكان كل تفكيرها ماذا سافعل غدا
وحين بدأت تخطوا اول خطواتها فى طريق المدرسه كان قلبها يرقص فرحا
وكم كانت فى قمة سعادتها وهى تشعر بانها ملكه رقيقه فى مريلتها
وبسرعه تعرفت على الجميع فقد كان اغلبهم اصدقاء الشارع
ولكنها اليوم معهم تشعر بشعور غريب انهم اغلى وانفى مما كانت تظن
كانت تجلس فى الوسط ما بين بنت العمده وبنت شيخ البلد
كانت رغم الفقر مميزه ويحرص الجميع على معاملتها كأميره فقد كانت اذكاهم واجملهم
وكان مدرس اللغه العربيه يتفاخر بها دائما
كان الدرس المقرر أمل وعمر
وكان المدرس يقرأ جريدته ودخلت تلميذه من الصف السادس تستسمحه بأن يشرح لها الدرس لانها لا تستوعبه
فابتسم ونادى عايده
ممكن تقرأئ لها الدرس وتشرحيه
وبسرعه احتضنت عايدة الكتاب بحنان وبدأت تفرأ بصوت مسموع
وبعد ذلك شرحت باسلوبها الدرس تصفيق حاد من مدرس اللغه العربيه تلاه تصفيق من تلاميذ الفصل بنين وبنات وبدأ الجميع بالتقرب منها والحرص على ارضائها
كانت دائما تحترم المعلم جدا وتردد باستمرار
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
ومن علمني حرفا .. صرت له عبدا
وكان استاذ سيد مدرس الحساب دائما فاسى جدا لايبالى بمن لا يستجيب ولكن لا يرحم
مطلقا ذكى او مجتهد يقع فى خطأ ولو بسيط
فذات يوم نداها عايده تعالى هنا
حاضر يا استاذ
فين الهمزه اللى على الالف
وصعقت اسفه نسيتها بس ده حساب يعنى الهمزة مش مهم
واجاب لا مهم
طيب 5+7 = كام
طبعا 12 يا استاذ
بس انت كتباها 2
اها نسيت الواحد
وثار المدرس وصرخ الواحد ده فى خانه العشرات
وبدأ فى تحضير الفلكه وهى تصرخ انا فاهمه بس نسيت
والفلكه دى عشان كل ما تنسى تفكرك ومن يومها عمرى ما نسيت حرف ولا رقم
ومرت الايام وحدث مالم يكن فى الحسبان
رحمتها السماء وارادت لها السمو ولكن لم ترحمها الذئاب البشريه فهوت الى الى القاع
وظلت تهوى يوما بعد يوم وكيف لطفله وحيده ان تنتصر على على مخالب تغرس بلا رحمه فى برأتها
كبلها خوفها وقيدتها الطعنه وبدأت تفقد حتى احب الاشياء الى قلبها
لقد كان درس الاستاذ لكى لا تنسى قاسيا ولكن درس الحياة كان اشد قسوة
وها هى تكتب دون اى اعتبار للاخطاء الاملائيه
انتظرونى فى يوميات جديدة

تحياتى
كل حرف كتبته حدث بالفعل
لم يكن هناك اى نوع من انواع التخيل
ولكنى رمزت ببعض الحروف لاشياء لم اكن اريد ذكرها

كلمه

حينما يهجرك الاب وتنساك الام
فأنت لن تشعر مطلقا بالامان
ولن تجده

12 التعليقات:

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
مش عارف اعلق او قلمى مخاصمنى
بس كفاية ان اقرأ
دومتى بخير

هشام الجندي يقول...

رائعة في الكلمات والإحساس كعهدي بك ياأختاه
تعجز الكلمات عن وصف المشاعر المتداخلة
تحياتي الصادقة لك
ودمتي في حفظ الرحمن

EMA يقول...

و انا بقرأها فعلا حاسة انها مش مجرد قصة و سطور تكتب و محض خيال ..انها نوع من الاعتراف او الفضفضة

اعذريلي مداخلتي و لكنني أحسست سطورك بمنتهى الصدق و ابداعك الرائع امتزج بصدق احساسك ليصل للقلب

تسلم ايدك

و تقبلي تواضع مروري و متابعة معك دائما

تحياتي

eng_semsem يقول...

في انتظار البقيه وكلي اذان صاغيه الى بنوتة الارياف
تحياتي

Unknown يقول...

السلام عليكم

الحلقة دي تفوقت على ال3 السابقين.. واضح إن الأحداث بتتصاعد دراميا...

الحلقة النهاردة كانت مؤلمة وحزينة ولها طعم مختلف... وانتهت على (قفلة قوية)..
في انتظار التالي.

تحياتي أختي الكريمة.

Unknown يقول...

هتصدقينى يا جودى انى انا زيك بالظبط والله انا امى سابتنى بردو وسافرة وانا لسه عندى ست شهور وبعد سنين وبعد ما أتلميت عليه وقولت خلاص هحس يعنى ايه بابا وماما بردو سبونى تانى وادينى لوحدى اهوه لكن هنعمل ايه ما باليد حيله

انتى بقى عامله ايه وحشانى جدا والله يارب تكونى بخير وكويسه

الموضوع ده رائع فعلا استمرى وف انتظار الحلقات الجديده

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

في حياتي ياجايدا

لم يؤلمني سوي شيئان

بكاء طفل وعذابه

واحتياج مسن كبير

اما سوي ذلك فاتعامل معها بالاحاسيس العادية

المتيني وانتي طفلة ايتها الاميرة

ربنا يعوضك خير عن ماعانيتيه

بس تعالي هنا

انا زعلان منك

انتي بتغيبي كتير لييييه

تحيتي ايتها الاخت الطيبة

Mahmoud Ahmed يقول...

قريتها كلها
بس مش عارف اعلق اقول ايه ^_^

Emtiaz Zourob يقول...

ذكرياتك مؤلمة وحزينة .. لم يتسنى لي قراءة ما سبق ولكني سوف اعود هناك لقراءتها كلها .. تعجبني فكرة المذكرات الشخصية ولكنها تحمل في طياتها الكثير من التبعات غير المرغوبة ..لا اعلم هل هي شجاعة منك ام تهور !! اعذريني اختي العزيزة .

عموما في انتظار القادم

دمتي بخير اختي العزيزة

عازفة الالحان يقول...

تتخم العقظثول بذكريآتْ

ومُدونه تتقطر روعًة

دمتي بخير

Unknown يقول...

ولكنها سيدتى أصبحت الان ذكريات تأتى من بعيد محملة بعبق الذكرى والذى يعطى دفعات للأمام.......
نشكر لك أن شاركتنا معك هذه الذكريات وبكل صراحة ووضوح.
تقبلى سيدتى خالص تقديرى واحترامى
حفظك الله ورعاك

غير معرف يقول...

صباح الغاردينيا جايدا
مؤلم جداً أن نفقد الأم والأب وهما على قيد الحياة
صدقيني حينها ستكون طفولتنا ناقصه ولكن قد نتعلم أن نحيا لننتظر غد يجمعنا بهم "
؛؛
؛
ألمتني حروفك جداً
ولكن أحب صدقك وسردك
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

أضف تعليق

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.